المملكة المغربية : الأمر يهمك كثيراً أيها الوطني، لأن تحقيق ذاتك و حصولك على الإعتبار و الإهتمام الآئق بك من قبل المسؤولين، يتطل

 

المملكة المغربية : الأمر يهمك كثيراً أيها الوطني، لأن تحقيق ذاتك و حصولك على الإعتبار و الإهتمام الآئق بك من قبل المسؤولين، يتطلب أن تواكب أعمالك الوطنية بسلوك أخلاقي قويم .

مواقع المملكة المغربية
الرباط في 23 يوليوز 2019 م.

تمهيد : تحية وطنية صادقة لكل وطني صادق مع نفسه و وطنه، فوالله لو أصبح الوطنيين أسرة واحدة في السراء و الضراء لعاشوا بكرامة بتضامنهم و تآزرهم يشد بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص، لكن قبل هذا علينا أن نتبع السلوك القويم و نحسن أخلاقنا و نظهر حسن الظن و حسن النية في الأقوال و الأفعال... فتحية لشرفاء الوطن.

يا شعب أمتنا العظيم، للأسف الشديد و رغم ما سبق أن قدمنا مراراً من نصائح، فلا جدوى ترجى من الكثير، فلا زالت النميمة عبر الواتس آب و الميسانجر تفسد أخلاق العديد من المواطنين، هذا يستفسر عن صديق، و الآخر يجيبه دون علم، و بعد ذلك ينقل الحوار مسموع أو مكتوب و يرسله للشخص الثالت، يطلعه على أن فلان أو فلانة سألني عنك و هذا هو الحوار الذي دار بيننا، و يطلب منه عدم إبلاغ الطرف الأول، أساليب قمة الصبيانية، و الكل يتم تحت غطاء نحن وطنيين، قد يكون وطني في حالة صحية حرجة، أو مناسبة عيد الأضحى أو ضائقة مالية، سوف لن يتلقى أية مساعدة مالية من قبل من يدعون الوطنية من أصدقائه، و يبدأ الاستفسار و سوء الظن، في وقت المعارضين بينهم إذا إحتاج أحدهم يتضامن الآخرون بقوة و أموال بمبالغ هامة، و في صمت...غريبة فعلاً هي أخلاق العديد من الذين يدعون الوطنية، و مع ذلك نجد أن كثيراً ما يتذمر من يدعي الدفاع عن الوطن، حينما يقرأ في الصحف عن تعيين معارض ما في منصب مهم، و يتسائل لماذا يتم إهمال الوطنيين؟ للأسف الشديد أن الغالبية العظمى من الأشخاص يلجون عالم "الدفاع عن الوطن"خاصة عبر الفضاء الأزرق، مواقع التواصل الإجتماعي على إختلافها، لكن دون التقييد بضوابط و سلوكيات تعتبر المعيار الأساسي لتقييم أي عمل، و تذكروا أن بعض الأشخاص الذين يدعون الدفاع عن الوطنية كانوا يرتكبون تصرفات لا يرتكبها أعتى المعارضين و لا حتى أعداء الوطن و العملاء و الخونة بل كانوا أحقر من الخونة والعملاء .
لأنه في الوقت الذي كان فيه المعارضون يهتمون بالقضايا الكبرى التي تمس حياة المواطن، من صحة، تعليم، خدمات إدارية... كان غالبية من يدعي الوطنية بعضهم يهاجم بعض، تبادل إتهامات بالنصب و الإحتيال، أعداء الوطن كانوا يهتمون بملفات تتضمن التطرق لخروقات بالملايير في هذه الوزارة أو تلك، بينما من يدعون الوطنية لا يتعدى إهتمامهم 1000 أو 2000 درهم، مثل مقامرين في مقاهي قمار بأحد الأحياء الشعبية، و لا ننسى ما كان يقوم به بعضهم من الدخول بحسابات وهمية بأسماء مزيفة لقرصنة حسابات الآخرين، و الخطير أن بعضهم تخصص في مهاجمة كل من يحمل صور الملك أو يدافع عن العلم الوطني... ببساطة لأن بعض التنظيمات إعتقدت أنها بتجنيد شباب لقرصنة الحسابات و مهاجمة الوطنيين سوف يخلوا لهم الجو لكي يستفيدوا من الدعم، قمة الأنانية و الغباء، لأنهم نسوا أنهم في دولة قوية، لها أجهزة تعقب و رصد تستطيع معرفة هويتهم مهما إختفوا وراء هويات مستعارة، و تحديد أماكنهم و تتبع تحركاتهم كما تفعل أجهزة كل الدول المتقدمة، و طبعاً لكل مجرم ملف يوم يحين الوقت سوف يجد أن كل ما كان يقوم به ضد الآخرين من جرائم إلكترونية و قرصنة الحسابات، و السب و الشتم و كيل التهم... كل شيء محتفظ به بعناية فائقة.
لهذا تعلمت أنه لكي أشرف وطني و ملكي و أستحق الدفاع عن ثوابت وطني، علي أن أمر بتجارب قاسية أتغلب فيها على نفسي قبل عدوي و عدو وطني، تعلمت أنه يجب أن أكون على خلق عظيم، أن أبتعد عن أسلوب السب و الشتم و كيل التهم للآخرين، تعلمت أن أحترم القانون و ألتزم به في كل كتاباتي و أقوالي و أفعالي، تعلمت كيف أحافظ على أمانة المجالس لأن من لا يحافظ على الأسرار طبعا لن يحافظ على شرفه و لا يستحق أن يدافع عن وطنه، تعلمت أن لا أتباها بنفسي و أنشر صوري هنا و هناك وكما قال مولانا الملك الحسن الثاني قدس الله روحه “رحم الله العاملين في صمت”، تعلمت أن لا أخوض في المواضيع الشخصية أو الجانبية أو التافهة و أن أحدد هدفي بدقة عالية لأن هدفي هو الدفاع عن ثوابت وطني لا شيء آخر غير هذا، تعلمت أن أكتم مشاعر الغيض و الغضب و الفرح و السرور كما تعلمت أن أحترم مشاعر الآخرين، فلا أنشر خواطر أو عبارات هنا و هناك قد أجرح بها دون أن أقصد أحدا كما قد أسيء بها إلى نفسي دون أن أشعر، كما أنني لست هنا للتعبير عن مشاعر أو أحاسيس شخصية بل أنا هنا في خدمة وطني…
تعلمت أن أفكر ألف مرة قبل كتابة أي موضوع إلا إذا كان يخدم هدفي الأسمى الذي هو وطني… تعلمت أن أساعد الآخرين ما أستطيع ماديا و معنويا و في سرية تامة حفاظا على مشاعرهم لأنهم مواطنين و جزء من وطني الحبيب، تعلمت الصبر و التضحية و نكران الذات… و أهم شيء تعلمت ربما قد لا أصل هدفي في وقت وجيز و قد يتأخر، ليس خطأ من حماة الوطن بل أعترف أن في مدرسة الوطنية الحقة كل صغيرة و كبيرة تحسب لي أو علي ، فلا يجب أن أكون مغرورا فألوم وطني بل ألوم نفسي و أصحح أخطائي…
هكذا أستطيع أن أقول أنا وطني، أنا ملكي، كلمات علينا أن نضحي كثيراً لنكون في مستوى خدمة الوطن... و أهم ما تعلمته هو أن يكون ملكنا محمد السادس نصره الله و أيده هو القدوة الحسنة الوحيدة لنا، لأن ملكنا ملك حكيم و يستحق منا كل التقدير و الإحترام...
أيها الشعب المغربي العظيم، إذا كان عاهل البلاد المفدى حفظه الله و رعاه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده يعمل ليل نهار لضمان كرامة و سعادة شعبه، ملك قدوتنا في الكرم و المروءة و الأخلاق الحسنة، ملك يضحي بالغالي و النفيس و راحته و راحة أسرته لينعم الشعب المغربي بالراحة و الطمأنينة و السعادة، و إذا كنا نحن نعمل ليل نهار للقيام بواجبنا لما يخدم مصلحة الوطن، و إذا كنا كذلك من خلال مواقعنا نحاول تنوير الرأي العام الوطني بل و فضح لوبيات الفساد و الدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية بكل الطرق المشروعة ،فلا ننسى إخوان لنا وطنيين مخلصين بجانب جلالة الملك، يسهرون ليل نهار و يضحون براحتهم و سعادة أسرتهم الصغيرة لصالح أسرتهم الكبيرة الشعب المغربي العظيم، أناس يعملون بتضحية و نكران ذات و يستحقون من الشعب المغربي العظيم كل الإحترام والتقدير فتحية للإخوة الكرام بالمؤسسة الملكية و نخص بالذكر الإخوة الكرام بالديوان الملكي فؤاد عالي الهمة و محمد رشدي الشرايبي و محمد منير الماجيدي و محمد معتصم و أندري أزولاي و عبد اللطيف الحموشي و محمد ياسين المنصوري و عبد الحق الخيام و محمد عبد النبوي رئيس النيابة العامة و الجنرال عبد الفتاح الوراق و الجنرال محمد هرمو قائد الدرك الملكي، و الإخوة الكرام السادة مستشارو جلالة الملك و مديرو و أعضاء الدواوين الملكية مدنيين و عسكريين و ضباطنا بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية.
و إننا إذ نحيي هؤلاء الرجال الوطنيين الأحرار فإننا نتمنى أن تتحرك النخب النزيهة و شرفاء الوطن ليقوموا بواجبهم تجاه الوطن في الأحزاب السياسية و هيئات المجتمع المدني و الصحافة والإعلام و النقابات… لأن بتظافر جهودنا سوف نحقق المعجزات

“إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ” صدق الله العظيم.

و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.

مواقع المملكة المغربية

خديم الأعتاب الشريفة
إمضاء :
الشريف مولاي عبد الله بوسكروي.

قام بإعادة نشر مقال الشريف مولاي عبد الله بوسكروي، الدكتورة عزيزة الطيبي و الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ أحمد فاضل و الأستاذ و الكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ محمد أمين علوي و الأستاذ يوسف الإدريسي علمي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الشريف مولاي ابراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي الأستاذ عبد العالي لبريكي و الأستاذ عبد المجيد قبايلي و الأستاذ أحمد بقالي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الأخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي ونور الهدى و الماجيدي السعدية... و باقي الأخوات و الإخوة الكرام.